كتبتُ لكم رسالة قبل ثلاثة أشهر للإعلان عن زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى أبو ظبي من مساء الثالث من فبراير إلى منتصف الخامس من فبراير 2019. في هذه الأثناء، قمنا بتشكيل عدد من اللّجان للتعامل مع الجوانب العملية العديدة للزيارة القصيرة. لقد قمت بتعيين الأب مايكل أوسوليفان كمنسق لزيارة قداسة البابا الذي بدأ يعمل هنا في أبو ظبي منذ أوائل شهر ديسيمبر 2018 وسيستمر في هذه المهمة حتى بعد إنتهاء الزيارة.
يستمرالتحضير للزيارة بالتعاون مع الجهات المعنية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والفاتيكان. من جهتنا، فإن اللّجان المؤلفة من الكهنة والشخصيات الدّينية والعلمانية تعمل بجد في النّواحي المختلفة مثل التواصل والإعلام والتّسجيل لحضور القداس البابوي والليّتورجية والّلوجستيات والمكان والضيافة. هناك لجان فرعية تعمل على تفاصيل عناصر معينة للزيارة البابوية مثل الصلاة الخاصة لقداسة البابا في كاتدرائية القديس يُوسف.
ينتظر الكثير من المؤمنين بفارغ الصبر اليوم الذّي سيحتفل به قداسة البابا بالقداس الإلهي في ملعب مدينة زايد الرّياضية في ابو ظبي. نظراُ إلى محدودية قدرة استيعاب الملعب ( في الداخل والخارج ) توّجب علينا التّوصل إلى نظام لتوزيع البطاقات بطريقة عادلة. ستكون الاولوية للمؤمنين في نيابتنا الرسولية أولاً. في ضوء ذلك، قررنا إختيار نظام تسجيل لكل رعية، ستحصل كل منها على نسبة من المقاعد بناءً على الحجم الإفتراضي للرعية. ستتلقى الرّعايا معلومات مفصّلة من اللّجنة المختصة مع التّعليمات حول كيفية المضي قُدُماُ. سيقوم كاهن الرّعية بإخطاركم عن طريق قنوات الإتصال الخاصة بكل رعية حول طريقة التّسجيل خلال الأيام القادمة.
من الواضح بأنه لن يتسنى للعديد من الأشخاص حضور القداس البابوي في أبو ظبي. لذلك تم الإستعداد لنقل وقائع القداس البابوي كاملاُ ببث حي ومباشر عبر الموقع الإلكتروني. ويمكنكم أن تشاركوا في الإحتفال ليس فقط من خلال شاشات الكومبيوتر الشخصي بل من خلال كل كنيسة رعوية.
ستكون زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى أبو ظبي لحظة تاريخية لكنيستنا. بالرّغم من أنهُ سيكون من المستحيل إرضاء جميع الرغبات نظراً لضيق الوقت المُعطى قبيل الزيارة البابوية، لكننا حاولنا جهدنا نظراً لمحدودية الزّمان والمكان من إعطاء شهادة حقيقية عن كنيستنا في هذا الجزء من العالم، والذي هو غير معروف في أغلبية الأجزاء الأٌخرى من الكنيسة الكاثوليكية في العالم. سيتابع الناس هذا الحدث من هذا البلد ومن الشّرق الأوسط وحتى من جميع أنحاء العالم. دعونا نجعلها لحظة من الشّهادة الرّوحية لإيماننا العميق وحبنا للكنيسة الكاثوليكية، وأيضاُ لروح السّلام والتّفاهم تجاه من هم من أتباع الدّيانات الاّخرى.
لذلك، من المهم أن نتّجنب كل نوع من المنافسة وتعزيز الذات. ككنيسة كاثوليكية مهاجرة في بلد مسلم، نحن مدعوون لنشهد للوحدة والإحترام والحب المتبادل ونُظهِر في الوقت نفسه التّواضع. لنستمر في الصّلاة من أجل نجاح زيارة قداسة البابا فرنسيس لدولة الإمارات العربية المُتحدة ونرحب بهِ باعتباره الشّخص الذّي يعزز إيمان إخوانه وأخواته.
يا سيدة الجزيرة العربية، والقديسان بطرس وبولس، صلوا من أجل البابا فرنسيس، صلوا من أجلنا جميعاً!